أردتُ دوماً قلباً ينضح بالحب يخفقُ لذي الجلال , يسعفُ هذا ويرحمُ ذاك , ينفثُ الأمل في قلوب عاقًّها الزمن , يمسح دمعة أسقطها الوجع , يبُثُ ابتسامة بريئة ليُخِبرَهم أن هناك مخزوناً من الخير . أعترف بخيانة ذاك الأصغر بعهوده الكاذبة وعقوده المزيفة اضنتني بتقلبه الهموم يتيه تارة ويعود أخرى فتراه ينشر ابتسامات زائفة ويطرح الدين بكبره يتناسى لما هو هنا يغلف نفسه بأوهام ليكسب رضى شهواته . قد تشرَّب بفتن عرضت كالحصير فنُكِتَ بِنكتَةٍ سوداء أرادته قاسياً . لم كل هذا الجفاء !! بغفلتك حُرِمتَُ تمام محبة المولى أمسيت وزهرك يانع عميم ثم أصبحت وزهرك يابس هشيم فبينما أراك من أهل الخير والصلاح ومن أرباب التقى والفلاح بطاعة ربك مشرق سليم إذا بك انقلبت على وجهك فتركت الطاعة وتقاعست عن الهدى!! أعلم أن الأحوال والأثار تنصب إليك من أبواب كثر فكأنك هدف يصاب على الدوام من كل جانب فإذا أصابك شيء تتأثر به من جانب آخر ما يضاده فتتغير صفتك ... ولكنك لم تمتنع عن هواك فأذيت نفسك وتركت ملاذ الدنيا يحجِّر نفسك حتى أمسيت ...