إن من أبرز الإصابات التي مُنيت بها هذه الأمة في وقت مبكر من تاريخها، الإصابات الفكرية أو الثقافية التي تراكمت آثارها حتى جعلت منها أزمة أربكت العقل المسلم وشلّت فعاليته واستدرجته إلى درجات الحيرة والاضطراب والقلق الثقافي .ولكننا في الآونة الأخيرة نشهد انفجار جيلاً يحمل همَّ إقرأ لإعادة إحياء ما اغتيل في نفوسنا وما تعرضت له من تحقير وتهميش فبدأنا نُدرك أخيراً عِظِم الكارثة التي وصلت إليها نفوسنا . ولا بد من سؤال هنا هل نحن حقاً مخلصين نيتنا لهذه الأمة ؟! إن ما نراه اليوم من سطحية مفجعة تُرمى على كاهل أمتنا ما هي إلا مظهراً جديداً من مظاهر الأزمة الثقافية فأن تقرأ كتابا أو عشرة أو تهتم بالروايات والكتابات الشعرية و تشاهد البرامج الهادفة أو تكدس مكتبتك بالكتب هذا لا يعني بالضرورة أنك مثقف !! فما نفعله ما هو إلا تغليف أنفسنا بأوهام كي نرضي بذلك " الأنا " في حين ذواتنا ما زالت مكدسة بالجهل فطبيعة النفس البشرية أنها تسعى دائماً للتميز وتلهث وراء الألقاب لتسمين ذواتها فها نحن منشغلين بجشع النفس في حي...